lundi 2 juin 2008

حوار مع زجاجة

إذا الليل تجلى بظلمة هادئة
أعود إلى نفسي منسحبا من واقعي
أستريح من أعباء عالم أثقل كاهلي
من متاعب زمان يرثي له لسان حالي
ألج منزلي وسط ظلام تعشقه نفسي
أجلس٬ أُخرج قداحتي و علبة السجائر
و أضع كأسي و الزجاجة...
أنظر إلى مجرى حياتي مبتسما
أُشعل السيجارة و أتأمل الدخانينسحب٬
يختفي٬ يضيع كما أيام عمري
أفتح الزجاجة٬ أنظر إليها فتحدثني
״ما الداعي״؟ قالتها وسط خوفي و اندهاشي
قلت مرتبكا ׃ ״ فيك ضياع همومي و أحزاني ״
قالت بحزم ׃ ״ بل فِيّٓ ضياع لنفس الإنسان ״
قلت دهشا ׃ ״ فيك الأنس و السلوى ״
قالت ׃ ״ لا تحاجج إن الصبر أحلى ״
قلت ׃ ״ إن الزمان قاسي٬ والصبر قاهر ״
قالت ׃ ״ كن شجاعا٬ فالحياة للعبد المثابر ״
قلت ׃ ״ كثرت متاعبي٬ و أنشد فيك النسيان ״
قالت ׃ ״ هذا كلام الجبناء٬ و دليل الضعف والهوان ״
قلت ׃ ״ قوتي في هذا الزمان لا تقاس٬ و ضعفي أمان״
قالت ׃ ״ قوتك في قلبك٬ و العمل نور لكل إنسان ״
قلت ׃ ״ النور لا أعرفه٬ و حياتي ظلام ״
قالت ׃ ״ لم الإنتظار؟ الحياة اختيار يقبل التغيير ״
قلت ׃ ״ كلام جميل٬ صعب الفعل على القول يسير ״
قالت ׃ ״ الهروب لا يفيد٬ و لا حياة للعبد الأسير ״
قلت ׃ ״ في أسري حياة٬ و حرية في الموت لا تهمني ״
قالت ׃ ״ في الحرية عز٬ إباء و شرف لا ينحني ״
قلت ׃ ״ و كيف السبيل و قد ضاعت سِنون عمري ؟ ״
قالت ׃ ״ تكفي البقية٬ عشها دون انكسار ״
قلت ׃ ״ و أنت؟ بيني و بينك أُلفة قوية ״
قالت هامسة ׃ ״ عليك بالنسيان٬ فلا ألفة بين الجلاد و الضحيةּּּ ״
هكذا أنهت الزجاجة حوارها٬ و انتهت حُجتي
ركنتها جانبا٬ ففلسفتها غلبت فلسفتي
و ما يزال الحوار قائما٬ ما دمت لا أزال عبدا في مملكتيּ

1 commentaire:

nassima a dit…

9awlone jamil min akhine jamil )).
j'ai beaucoup apprécié surtout que c'est aussi un peu la même atmosphère de faiblesse et de desespoir qui asphyxie de ce côté-ci...
On ne peut qu'espérer que ce genre de bouteilles se multiplient encore et encore ;)